لم يكن من الغريب أن يستغرق بناء قلعة الجاهلي قرابة العشرة أعوام من
1891وحتى عام 1897 في عهد المغفور له الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، فهي الآن من
أكبر قلاع مدينة العين وأشهرها، فضلاً عن طرازها الفريد في فن العمارة العسكرية
الإسلامية .
قلعة الجاهلي، التي تقع في مركز مدينة العين، تعد أكبر القلاع
التقليدية المبنية من الطوب الطيني في المدينة، وواحدة من أقدم المعالم التاريخية
في الإمارات، لذلك تحظى بمكانة مهمة .
اشتهرت القلعة كمقر لأسرة آل نهيان الحاكمة، ثم أصبحت فيما بعد رمزاً
للاستقرار السياسي الذي رسخه الشيخ زايد بن خليفة خلال فترة حكمه (1855 إلى 1909)
. وفازت القلعة مؤخراً بجائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية
الحديثة لعام ،2010 من ضمن 95 مبنى ومشروعاً حضارياً حول العالم تعد معالم معمارية
متميزة أنجزت مؤخراً وفق ما أعلنه متحف شيكاغو الاثيني للعمارة والتصميم والمركز
الأوروبي لفنون التصاميم المعمارية والدراسات الحضرية
وبعد أن أعادت هيئة أبوظبي للثقافة والفنون افتتاح القلعة للزوار في
ديسمبر/كانون الأول 2008 بمناسبة اليوم الوطني كمتحف دائم ومعرض يستقطب الزوار
والسائحين في مدينة العين، وفرت لزوارها مركزا للمعلومات، وصالة عرض للفعاليات
الفنية والثقافية، ومعرضاً دائماً عن الرحالة (مبارك بن لندن) ، وبرنامج عرض سمعي
بصري يستعرض تاريخ العين وتطورها، إضافة إلى مكتبة تضم العديد من أهم الإصدارات
العربية والأجنبية .
شيدت القلعة بالقرب من إحدى المستوطنات حول واحة الجاهلي للم شمل
القبائل القاطنة في مدينة العين ولتكون مقراً للشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول)
أثناء إقامته في الصيف بالعين حيث اعتاد حكام أبوظبي الإقامة لما تتمتع به من جو
لطيف في هذا الفصل مقارنة بأبوظبي . وربما وقع الاختيار على هذه المنطقة لصلاحية
الارض للزراعة وتوافر المياه فيها، وفي عام 1897م شهدت المنطقة هدوءاً سياسياً،
لذلك انصرف الشيخ زايد بن خليفة، إلى تنفيذ خطط الإعمار، واستطاع في هذا العام
الانتهاء من بناء قلعة الجاهلي التي كان بدأ فيها عام 1891 وفي 1909 توفي الشيخ
زايد بن خليفة بن شخبوط بن عيسى بن نهيان بن فلاح، زعيم بني ياس وقائد آل بوفلاح
وحاكم إمارة أبوظبي، وحل محله في الحكم ابنه طحنون . وبعد وفاة الشيخ زايد عاش بعض
أفراد عائلة الشيخ خليفة في القلعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق